الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات ،والصلاة والسلام على محمد
خير البريات
أما بعد
فكما أن رمضان شهر الهدى والمغفرة والرحمة لأقوام
فهو أيضا شهر الحسرة والخسران على أخرين
قال النبى "رغم أنف امرئ دخل عليه رمضان،ثم إنسلخ قبل أن
يغفر له " رواه الترمذى وصححه الألبانى
وقال النبى"ما أتى على المسلمون شهر خير لهم من رمضان ،
ولا أتى على المنافقين شهر شر لهم من رمضان ،وذلك لما
يعد المؤمنون فيه من القوة للعبادة ،وما يعد المنافقون من غفلات
الناس وعوراتهم ،فهو غنم للمؤمن ونقمة للفاجر "
رواه أحمد
فالخاسرون فى رمضان هم :
1-الذين لا يصومون إيمانا وإحتسابا ،بل يصومون رياء أو عادة
والنبى "من صام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"
متفق عليه
دل مفهوم المخالفة أن من لم يصمه إيمانا وإحتسابا لم يغفر له ما
تقدم من ذنبه ،وإذا لم يغفر للمرء فى رمضان فمتى يغفر له؟؟
2-الذين يتركون قيام لياليه كسلا وتثاقلا عن الطاعات لا نصيب لهم
كذلك من مغفرة ذنوبهم فى رمضان
3-الذين يداومون على مساوئ الأخلاق ،ولا يردعهم صيامهم على
إرتكاب المحرمات ،والنبى يقول "من لم يدع قول الزور والعمل
بالجهل ،فليس حاجة لله فى أن يدع طعامه وشرابه "
4-الذين يبددون أوقات هذا الشهر الشريفة فى النوم والغفلة ومتابعة
القنوات والإستماع الى الإغنيات ومشاهدة ما يغضب رب الأرض
والسماوات والنبى "رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش "
5-الذين يضيعون الصلوات ويهجرون المساجد فى الجمع والجماعات
6-الذين يفسدون صيامهم بالمفسدات الحسية الجماع والأكل
والشرب والإستمناء، أو المفسدات المعنوية كالكذب والنميمة
والحسد والسخرية والإستهزاء والفحش والتبرج وغير ذلك
7-الذين يسافرون خارج البلاد سواء أول الشهر أو فى أوسطه
ليعصوا الله فى هذه البلاد بحرية ، ولو علم هؤلاء مصلحتهم لظلوا
فى بلاد الإسلام يصومون ويصلون ،ويغتنمون أيام وليالى الشهر
الكريم
8- الذين يجتهدون فى أول الشهر ، وينوون التوبة والإستقامة
ثم ما تلبث هممهم أن تفتر ،فينقلبون على أعقابهم ويعودون
أدراجهم ،ويسأنفون حياة العبث والضياع
9-الذين يهجرون كتاب ربهم فى رمضان فلا يقرؤنه ولا يتدبرونه
ولا يتدارسونه
10-الذين يبخلون بأموالهم أن ينفقوها فى سبيل الله
فلا يطعمون جائعا ولا يفطرون صائما ولا يكسون عاريا ولا يشاركون
فى أى عمل من أعمال البر